أظهرت الصحافة الرياضية عداءها الغريب واضطهادها لنادي الشعلة بعد صعوده لدوري المحترفين بساعات قليلة .
ففي العدد رقم (137902) من جريدة المدينة الصادر يوم السبت 28 أبريل نشرت الجريدة في القسم الرياضي خبراً يقول " الوحدة بالفوز على الرياض يقترب .. الشعلة يتأهل للأضواء " ؟!
ثم بدأت تفاصيل الخبر العجيب حيث أفردت الصحيفة مساحة كبيرة لأحداث لقاء الوحدة مع الرياض في 164 كلمة شملت وصف الأهداف الثلاثة بدقة كما أشارت إلى محرزي أهداف المباراة والدقائق التي أحرزت فيها الأهداف ثم أشار الخبر إلى حظوظ الوحدة في الصعود !! ..
في حين نوهت الجريدة في نهاية الخبر إلى صعود الشعلة بقولها " الشعلة للأضواء " ثم وصفت المباراة في 24 كلمة فقط !! بدون أي إشارة لأحداث المباراة ! أو محرز الهدف ! أو أية تصريحات لمسئولي الفريق الصاعد ! وكأن صعود الشعلة عار ! أو سبة ! أو ليس على هوى البعض ! رغم أن مصير الوحدة ما زال في علم الغيب ! … لست أدري ما سبب هذا التجاهل رغم أن الشعلة هو المتأهل رسمياً ؟! وهو الأحق مهنياً بالتغطية الكبيرة لأن صعود فريق كان خارج ترشيحات الجميع لدوري المحترفين حدث مهم يصعب تجاهله بهذه الصورة التي توحي بأشياء غامضة لا يعلمها إلا الله !!!
من حق جماهير الشعلة أن تطير من الفرح بعد صعود فريقها لدوري الأضواء والنجومية بعد ماراثون عجيب بدأ بتقهقر ترتيب الفريق إلى المركز الحادي عشر بأداء باهت ليس له طعم وانتهى بتربعه على عرش الدرجة الأولى وصعوده إلى دوري زين بعد أداء رائع ومستوى متميز جعل الفرق الأخرى تضرب كفاً بكف من خروج ذلك المارد الذي خالف كل التوقعات وركل كل من وقف في طريقه حتى وصل إلى أكثر ما كانت تتمناه الجماهير الشعلاوية التي حرمت سنوات طويلة من رؤية أبنائهم بين الكبار والمشاهير وما يصاحب ذلك من تسليط الأضواء والشو الإعلامي الذي يسحر كل من يقترب منه .
توقعت قبل ثلاثة أسابيع صعود الشعلة إلى دوري زين لأسباب عديدة أبرزها الخرس المقصود والصمت الذكي لمسئولي الفريق قبل وأثناء وبعد المباريات فلم يقحم رئيس النادي نفسه في تصريحات عنترية أو تهديدات نارية أو تلميحات تشنجية كما يفعل بعض المسئولين المغرورين عقب انتصار فريقه أو فوزه . لم أستشعر لحظة أن فهد الطفيل رئيس مجلس إدارة الشعلة هو رئيس النادي بل على العكس رأيته فرداً عادياً مثل أي فرد بالنادي يبتسم في وجه العامل و يوجه الإداري و يشد من أزر اللاعب و يلبي أوامر المدرب بدون تدخل في شئونه الفنية .
في الواقع ضرب الطفيل مثلاً رائعاً في فن القيادة و حسن التعامل النفسي مع اللاعبين وجهازهم الفني وحتى مع الجمهور وربما كانت بساطته وتواضعه أحد أسباب تحقيق الحلم الذي سعى بكل قوة لتحقيقه لإرضاء جماهير الخرج التي لم تصدق للآن أن فريقها صعد لدوري الصفوة .
تحية حب للطفيل الذي أمنحه من عندي جائزة الرئيس الأفضل من بين رؤساء أندية الدرجة الأولى لأنه ببساطة شديدة وبلا أية إمكانيات " صنع من الفسيخ شربات " وصعد بفريقه إلى نيران دوري الكبار الذي يحتاج لآليات جديدة وخطط منظمة وفكر ناضج يتوافق مع تحديات المرحلة الصعبة القادمة .
تحية واجبة للمدرب المصري محمد صلاح الدين المدير الفني للشعلة الذي واصل هواياته المفضلة في الصعود بالفرق التي يدربها إلى الدوريات الممتازة مستغلاً خبراته التدريبية الهائلة التي اكتسبها من تدريب أشهر الفرق المصرية أمثال : الزمالك والمصري والترسانة وغزل المحلة .
وصلاح من المدربين البارعين في التعامل النفسي مع لاعبيه ويمتلك قدرات فنية ورؤية خططية هائلتين وهو ما أظهره بكفاءة نادرة في أثناء قيادته للشعلة وأعتقد أنه من الخطأ الفادح أن يفكر مسئولو الشعلة في البحث عن مدرب آخر بديلاً للمدرب المصري لأن دوري المحترفين لا يختلف كثيراً عن الدوري الممتاز المصري الذي قضى به محمد صلاح أكثر من 27 عاماً كمدرب لأندية كبيرة لها اسمها ومكانتها .
الزميل النشط جداً مازن العسرج مدير المركز الإعلامي لنادي الشعلة بذل جهداً ضخماً في القيام بدوره الإعلامي على أكمل وجه رغم أنه لم يهنأ بعد بزفافه السعيد بسبب الظروف المصيرية التي مر بها الفريق والتي كللت بالصعود بالإضافة إلى أنه ضرب مثلاً طيباً ونموذجاً فريداً في كيفية التعامل مع رجال الصحافة والإعلام الذين أشادوا جميعاً بالأسلوب الراقي الذي يتعامل به مازن معهم أثناء تغطيتهم الصحفية .
نقلاً عن موقع ياللا كورة آرابيا
http://www.ykarabia.com/arabic/YKArticles/Details.aspx?id=182649&Catid=1®ion=&Writerid=42