? الوحدة يلاقي الهلال على نهائي كأس ولي العهد عنوان غابت مكوناته لأكثر من أربعين عاما وعاد ليحكي لنا قصة الأمس وأي قصة يا وحدة..
? أما المكان فهو أيضا تاريخ فيه رمزية لساحة إسلام وأشياء إن غابت عن ذاكرة أجيال هي حاضرة في ذاكرة جيل ساد في فترته..
? الصورة قدمت لنا في شريط ذكريات بث عبر أكثر من قناة عبدالرحمن الجعيد كابتن الوحدة يتسلم الكأس من يد الملك فيصل بعد أن كسب الاتفاق وقتها في النهائي وبدا زاهد قدسي معلق المباراة في عز تألقه..
? ياه ما أجمل الماضي يا وحدة وما أروع الحاضر يا هلال فهل مواجهة الليلة هي استحضار لما كان بالنسبة للوحدة وما هو كائن للهلال..
? إنها أي المواجهة كما أراها سيناريو جميل عبره سيعرف اليوم التاريخ ومن خلاله ربما تعيد الوحدة كتابة التاريخ على حساب هلال هو كما تقول الأرقام سيد التاريخ..
? لست مثل كلاسيكيين يرون أن الوصول للنهائي كاف للوحدة ولن أكون مع من توجوا الهلال بطلا قبل الحدث بعدة أسابيع لكنني أرى أن المناسبة مهمة للوحدة ومهمة للهلال وفي الحالتين الكرة بكامل محيطها في ملعب جيل مهند عسيري وأحمد الموسى..
? وحينما أضع المناسبة بين ماض وحاضر فهدفي هو الربط وليس التذكير أو الانحياز وإن كنت لا أخفي تعاطفي مع الوحدة واحترامي للهلال..
? أما مسألة الخيارات الفنية والتي لست شاطرا فيها كما هو خالد الشنيف أو يوسف خميس أو ماجد عبدالله فهي كما أجزم تضيق فوارقها في مثل هذه المناسبات لدرجة يتحول الضعف إلى قوة..
? صحيح أن الهلال أكثر تمرسا وأكثر خبرة وأكثر قدرات لكن الأصح أن الوحدة تملك ميزات لو استثمرها اللاعبون لانعكست المعادلة..
? في سياقات المناسبة أولويات ربما ستشكل علامة فارقة في هذا النهائي معني بها الزمان والمكان وبقية الحيثيات ربما تكون تفاصيل لرواية أتمنى أن يكتبها الأكاديمي حاتم خيمي..
? وأقول حاتم تحديدا لإدراكي التام أن هذا الكبتن لوحده قبيلة من الحب للوحدة ولوحده عالم من الوفاء للوحدة..
? ولا ألغي من هذا الحب عاطي الموركي الذي هرم وهو ينتظر هذا اليوم الذي يرى فيه الوحدة في النهائي الكبير..
? والمقاربة بين حاتم وعاطي يشكل علامتها العاشق الكبير جمال تونسي الذي أخاف عليه في حالة الفوز والخسارة..
? ليعذرني أحبتي بنو هلال حينما أذهب للوحدة أكثر لكنني لن أعذرهم إن قسوا على قلوب العشاق التي أخذت منها مدخلا لكتابة رواية أربعين عاما من التعب..
? كنت أتمنى أن يكتمل عقد تميز نهائي اليوم بإسناد مهمة قيادته تحكيميا لحكام سعوديين ولا ضير أن نختار الأفضل لتكريمه بهذه الذكرى التي فيها مكة المكرمة الزمان والمكان..
? إن وجدت مقعدا بين العشاق فأنت محظوظ جدا أعني محظوظ بذكرى قد لا تتكرر في خمسين عاما إلا مرة واحدة.
احمد الشمراني (عكاظ)