يجر الحديث بعضه بعضا فأطرح سؤالا مرادفا: ألم تقم نهائيات سواء في كأس ولي العهد أو كأس خادم الحرمين أو غيرهما في جدة ? مثلا؟!
هل الوحدة أقل عن غيره من الأندية الأخرى وما (يحل) لغيره، (يحرم) عليه؟!
كم مرة أقيم النهائي في الرياض، وأحيانا بين ناديين من خارج مدينة الرياض؟
وشخصيا أرى أن إقامة النهائي في مكة المكرمة يوسع مساحة العدل والنظر لمختلف الأندية برؤية واحدة وشمولية ومجتمعية، وحتى لو لم يحضر راعي المباراة الذي تعودنا أن يكون اللقاء في مقر إقامته، فإن سمو ولي العهد حفظه الله ومتعه بالصحة ذو نظرة ثاقبة في التفاعل مع كل ما من شأنه تحقيق الصالح العام والأهداف السامية.
خلصنا من هذه التساؤلات التي كانت مواكبة للأخبار المتضاربة بين إقامة المباراة في مكة أم في الرياض، لندخل منعطفا أكثر حساسية مغلفا بسوء الظن واتهامات وما يدور في فلك المؤامرة بأن المباراة ستدار بطاقم حكام محليين، وبالتالي منح اللقب للوحدة ولو بالتأثير نفسياً!!
هكذا بكل بساطة يتم التشكيك في نزاهة الحكم السعودي الذي في الأصل يجب أن ننظر له بأنه الأفضل على هذا الصعيد مع عدم التعامل مع طرف محلي وآخر أجنبي على حساب بعضهما البعض، والمؤسف أن أي خطأ من حكم سعودي سيأول سواء أكان المستفيد الوحدة أم الهلال، وفي هذا السياق كنت أجيب بأن الحكم سيكون أجنبيا بناء على قرار رسمي قبل نحو سنتين ينص على تحمل اتحاد القدم إحضار حكام أجانب للدور نصف النهائي والمباراة النهائية في بطولتي كأس خادم الحرمين الشريفين وكأس ولي العهد.
ولأن اتحاد القدم ينشد أقوى النجاحات وخصوصا في مثل هذه المرحلة الحساسة فلن يجلب لنفسه مزيدا من القيل والقال هي ناقصة..!، وهذا ليس تحاملا على الحكم السعودي ولا تقليلا منه، بل للحفاظ عليه وأن تواصل اللجنة الجديدة القوية برئاسة الاستاذ عمر المهنا عملها دون منغصات، ونحن نعرف جيدا أن أبسط الأخطاء من الحكم السعودي تهول إلى ما لا نهاية، بينما أكبر خطأ من الحكم الأجنبي ينسى مع إطلاق صافرة النهاية، وبالتالي فإن اتحاد القدم لن يجلب الصداع لنفسه، وهو ما دعاه للإعلان عن اسم الحكام أمس الأول الجمعة أي قبل أسبوع كامل من الحدث وهذا (ربما) لم يحدث من قبل، وقبل ذلك أعلن عن مكان النهائي بينما تعودنا أن يعلن عنه رسميا قبل 48 ساعة من المباراة ولكن كثرة الأخبار بصفة شبه يومية دعت لهذا التصرف.
وفي شأن نتيجة المباراة فإن كلا الفريقين مؤهلان لنيل الكأس، وأهم عوامل النجاح الاعتداد بالنفس واحترام المنافس، مع أفضلية كبيرة للهلال على صعيد النجوم المحليين والأجانب، وفي الوقت ذاته هي فرصة العمر للوحدة كي يعود فرسان مكة لمنصة الذهب.
كل الأماني بنهائي ذهبي خالص.
خلف ملفي (الرياض)